مدرسة أولاد صقر الإعدادية بنين ... مدرسة الجودة الشاملة والاعتماد التربوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بحث عن إصلاح التعليم

اذهب الى الأسفل

بحث عن إصلاح التعليم Empty بحث عن إصلاح التعليم

مُساهمة  حسين الدياربي السبت 10 أبريل 2010, 10:49 pm

إصلاح التعليم
سوف يظل موضوع التعليم في الوطن العربي على رأس القضايا التي تحتاج إلى جهود فكرية وعملية وميدانية, لما له من تأثير كبير على حاضر الأمة ومستقبلها.
والمؤلف هو واحد من رجالات التربية والتعليم في مصر, حيث كان عميدا لكلية دار العلوم (1995) ونائبا لرئيس جامعة القاهرة (1999)، ومن هنا تأتي أهمية الأفكار التي يطرحها الكتاب الذي بين أيدينا, سواء عن واقع العملية التعليمية أو الطريق الأفضل نحو المستقبل.
وينقسم الكتاب إلى أربعة فصول, يتناول الأول التعليم ما قبل الجامعي وأهم العقبات التي تحول دون الاستجابة لعمليات التطوير, ومنها أن هناك مستفيدين من بقاء أوضاع التعليم في بلادنا على ما هي عليه, سواء إفادة مادية مباشرة أو وظيفية, أو حتى إفادة بالخمول والكسل والبلادة!
وينبغي (تنظيف) المنظومة التعليمية من أمثال هؤلاء الذين يقاومون التغيير بكل جهدهم, والتطوير لا ينبغي أن يهتم فقط بالمقررات الدراسية والمناهج, بل يجب أن يهتم أيضا بالطالب ومدى قابليته واستيعابه.
ويرى المؤلف أنه يجب الإفادة من تجارب الدول الأخرى في تطوير التعليم, والتخطيط الجيد للعملية التعليمية، ينبغي أن يقوم على أساس أنها منظومة متكاملة تتنوع فروعها, لكنها تتكامل في النهاية لتخدم خطط التنمية التي يحتاج إليها المجتمع.
وإذا كان البحث العلمي أثبت أن 80% من عقل الإنسان يتكون في السنوات الخمس الأولى من حياته, وأن 10% تتكون حتى العام السادس, بينما تتكون الـ10% الباقية من خلال التجارب والمواقف والخبرات التي يمر بها الإنسان في حياته, فإن ذلك يعني ضرورة التركيز على تلك الفترة الأولى, بتوفير كل وسائل الرعاية الصحية والرياضية والغذائية.
عقبات سبع
ويقول المؤلف إن هناك عقبات سبعا أمام تطوير التعليم ينبغي مواجهتها، وهي:
1 - زيادة أعداد تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات مقابل نقص أماكن التدريس المناسبة والتجهيزات التعليمية إضافة إلى نقص الأساتذة والمعلمين.
2 - ضعف تأهيل المدرسين والأساتذة على النحو الذي يمكنهم من تحقيق التطوير اللازم في العملية التعليمية.
3 - جمود المقررات الدراسية وعدم تحديثها في إطار الحركة المتسارعة في تقنية العلوم الحديثة.
4 - عدم توافر المكتبات في المدارس والجامعات بالشكل الذي يساعد الطالب والأستاذ على الإفادة منها معرفيا وفكريا.
5 - استمرار (تداول) الكتاب الجامعي باعتباره مرجعا أساسيا للطالب, رغم خلوه من أي ابتكار أو وجهات نظر قابلة للنقاش والحوار.
6 - ضعف التمويل المالي اللازم لحسن سير العملية التعليمية, وتدني رواتب أعضاء هيئة التدريس في المدارس والجامعات, واستهلاك الأجهزة والمعامل والمختبرات دون أي إحلال وتجديد, وتهالك حالة المنشآت التعليمية.
7 - الدروس الخصوصية التي تعد بكل المقاييس جريمة تعليمية, لا تكاد توجد في أي دولة من دول العالم.
وحتى يتم تطوير التعليم لا بد من علاج هذه السلبيات ومواجهة العقبات, بالبحث عن حلول علمية وعملية في الوقت نفسه.
ويؤكد المؤلف أن السياسة الاستعمارية في بلادنا عملت على إضعاف المقومات الأساسية للشعوب, من خلال إفقادها الثقة في دينها وتاريخها ولغتها, وهي العناصر الثلاثة التي تنهض عليها الأصالة.
كما قامت بتكريس التفرقة بين التعليم الديني والتعليم المدني, وظلت تعمل بخبث ودهاء على إضعاف الأول والتوسع في الثاني من خلال رفع مرتبات خريجي التعليم المدني, وفتح آفاق الترقي أمامهم.
في حين جرى تقليص الميزانية أمام خريجي التعليم الديني, والمأمول أن نتخلص من الآثار التي مازالت عالقة من سياسة الاستعمار، ومنها التقليل من شأن الدين وإهمال التاريخ والاستهزاء باللغة العربية.
ويلخص المؤلف مشكلة اللغة الفصحى في أننا ندرس قواعدها بينما لا تتاح لنا فرصة تطبيقها في الحياة اليومية, كما لا يوجد كتاب سهل وميسر لقواعد اللغة يساعد من يريد التعلم, وأيضا لا يوجد قاموس عصري للعربية الفصحى يضارع القواميس الإنجليزية أو الفرنسية في دقة التنظيم وتنوع المادة وسهولة شرح المفردات.
إصلاح الجامعات
وفي الفصل الثاني يتحدث المؤلف عن إصلاح الجامعات والتعليم العالي, ويناقش مجموعة من الأفكار المطروحة على الساحة، منها فتح قنوات تمويل خاصة للتعليم الجامعي الحكومي, من خلال تسويق بعض الخدمات التي يمكن أن يقوم بها مثل مراكز البحوث, التي يمكن أن تقبل تبرعات من رجال الأعمال.
وفكرة أخرى تتمثل في إنشاء تعليم جامعي بمصروفات كاملة يدفعها الطلاب, حتى ينهض بمتطلبات العملية التعليمية والبحوث, ويتيح الفرصة أمام جميع الطلاب للتحصيل العلمي الجيد والتدريب اليدوي على استخدام الوسائل التعليمية.
وفكرة ثالثة تتمثل في قيام الجامعات الحكومية الحالية بإنشاء جامعات خاصة (أهلية) بمصروفات معقولة لحسابها الخاص, بحيث تفيد من المردود المالي لتحسين أدائها.
وفكرة رابعة وأخيرة تتمثل في ترك التعليم الجامعي الحالي كما هو, بينما تنشأ جامعة حكومية متقدمة يعمل بها أفضل الأساتذة وأكثر الطلاب تفوقا, وتوفر لها كل الوسائل اللازمة لكي تساير العصر والتقدم العلمي.
ويرحب المؤلف بهذه الأفكار وبزيادة الإقبال على التعليم الجامعي, ويدعو المجتمع إلى المشاركة في حل مشكلة الجامعات من خلال تحمل الكثير من أعبائها, وبالتالي الإفادة من إمكانياتها وخبراتها في حل المشكلات التي تواجهه, وأيضا على الجامعات أن تطور نفسها بالتواصل مع الجامعات الأخرى الموازية في أنحاء العالم, خاصة في الدول المتقدمة.
ويرى المؤلف أن هناك مطالب ملحة لأساتذة الجامعات ينبغي حلها، ومنها إعادة الاعتبار المالي والأدبي للأستاذ الجامعي خاصة كبار الأساتذة الذين تجاوزوا السبعين من العمر, ومنها كذلك توفير ميزانية مناسبة لتمويل مستلزمات البحث العلمي, الذي يعد الجناح الثاني للعملية التعليمية في الجامعة, والدولة مسؤولة عن توفير الجانب المالي, كما أن الجامعات يمكنها أن توفر بعض الموارد أيضا.
البحث العلمي
ويخصص المؤلف الفصل الثالث للحديث عن البحث العلمي, ويؤكد على أهمية وجود مناهج تعليم حية ومتطورة, تثير في العقل قدراته الكامنة على البحث الذاتي عن الأفكار الجديدة, وتقديم الحلول المبتكرة للمشكلات المطروحة.
وليس المطلوب أن نعلم مائة تلميذ أو طالب لنخرج منهم مائة مخترع أو مبتكر, يكفي واحد أو اثنان على الأكثر, والمخترع الواحد يستطيع أن يرفع بأعماله أمة بكاملها من هوة التخلف إلى منصة التقدم.
والتأمل في حالة التقدم الهائلة في الولايات المتحدة الأميركية يجدها في الأساس عبارة عن محاولة تجميع لعدد من المتميزين في العالم من مختلف الجنسيات, يتوافر لهم الإمكانيات العلمية والتقنية اللازمة, وكذلك مستوى مرتفع من المعيشة, ثم يتركون لإبداعاتهم دون قيد, وبهذا الأسلوب استطاعت الولايات المتحدة أن تكون أقوى وأغنى دولة في العالم, وأن تجتذب المبدعين والمبتكرين من قارة أوروبا ومن بقية قارات العالم.
ويرى المؤلف أن هناك عدة أسباب وراء ضعف البحث العلمي في مصر والعالم العربي, منها غياب الإدارة الجيدة التي يمكنها قيادة البحث العلمي, ومنها عدم توافر الاهتمام النفسي والاجتماعي لدى الباحثين الذي يختلف عن الوظيفة الإدارية, ومنها ضعف الروح الجماعية التي أصبحت لازمة لإجراء البحوث العلمية بعد أن تعددت فروع المعرفة, وكثرت التخصصات الدقيقة في كل مجال من مجالات البحث العلمي.
ومنها غياب التواصل بين مراكز البحث وعدم استمرار التراكم المعرفي, ومنها ضعف الصلة بين نشاطات البحث العلمي وثقافة المجتمع, ومنها أخيرا أن البحث العلمي هو مهنة تستغرق حياة الإنسان الذي ينخرط فيها, وتحتاج نوعا من الزهد.
ويدعو المؤلف إلى إنشاء قنوات علمية تلفزيونية فضائية, تشيع الثقافة العلمية بين النشء والشباب, وتزودهم بصورة حية من تاريخ العالم وأحدث المبتكرات والاختراعات, حتى يدرك الشباب أين يقف في مسيرة الابتكار والإبداع, وهذا يزيد من اهتمام المجتمع بالعلم والمعرفة.
الرسائل الجامعية
ويقول المؤلف إن الرسائل العلمية (الماجستير والدكتوراه) تمثل ثروة علمية وفكرية في غاية الأهمية, وبالتالي تحتاج إلى اهتمام خاص, من حيث تصنيفها وتقسيمها إلى مجالات بهدف الإفادة القصوى منها.
وهذا يتطلب ضرورة التنسيق بين الجامعات والمعاهد البحثية, وبين الوزارات والمؤسسات التي يتصل عملها بموضوعات تلك الأبحاث.
والمطلوب أيضا أن تقوم الجامعات ببحث مشكلات محددة من تلك التي تواجه سير العمل في المؤسسات والمصانع, إلى جانب دراسة الوسائل الكفيلة بزيادة الإنتاج وجودته.
وفي الفصل الأخير يعرض المؤلف لمجموعة من الأفكار التي يراها جديدة, منها فكرة التعليم الموازي أي التعليم بسعر التكلفة للقادرين عليه, ومنها التعليم الابتكاري الذي يقوم على أساس مخاطبة عقل الإنسان وتدريب حواسه, واستثارة خياله ووجدانه, في منظومة متكاملة, بعيدا عن نظام التعليم التقليدي الذي يخاطب العقل دون إعطاء اهتمام مماثل لتدريب الحواس أو استثارة الخيال والوجدان.
وفكرة جديدة أخرى يطرحها المؤلف حول المدارس التخصصية, أي تقوم كل مؤسسة كبيرة بفتح مدرسة ملحقة بها, ينحصر تخصصها الأساسي في المجال الذي تعمل فيه المؤسسة وما تنتجه وما يصادفها من مشكلات.
ويطرح المؤلف أيضا فكرة إنشاء جامعة للتميز العلمي, تتيح لطلابها أفضل الكفاءات التدريسية, وأحدث الأجهزة العلمية للتدريب عليها, كما يقترح إنشاء معهد "للتحاور الدولي" و"أكاديمية للمرور" وقنوات تلفزيونية تعليمية بديلا للدروس الخصوصية, ومركز لتحقيق التراث والمخطوطات وجائزة للخط العربي, ومشروع سنابل الخير الذي يتكفل فيه الإنسان القادر ماليا بالإنفاق على أحد طلاب العلم حتى يتخرج من الجامعة.
كما يقترح عددا من المقررات الدراسية الجديدة منها مقرر دراسي عن فلسطين وتاريخها وحاضرها, ومقرر آخر عن الانتماء الوطني والديني واللغوي وتعميقه في نفوس الطلاب, ومقرر آخر عن ضرورة احترام العمل اليدوي, ومناهضة ثقافة النظرة الدونية للعمل الحرفي التي جاءتنا من الخارج.
وقد تبدو بعض هذه الأفكار بسيطة أو غير واقعية, لكن المؤلف يطرحها للحوار والنقاش, فربما ساهمت في تطوير وإصلاح التعليم في عالمنا العربي خاصة في مصر
حسين الدياربي
حسين الدياربي
Admin

عدد المساهمات : 242
تاريخ التسجيل : 10/12/2008
العمر : 50

https://ase3dady.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى